وهناك عوامل مشتركة في أسباب الحزن الذي يملأ قلوب هذه الشرائح الغضة؛ فمتغيرات الحياة من حولهم وإيقاعها السريع يجعلهم يكبرون بسرعة، فتمتلئ أجسامهم قبل أن تمتلئ عقولهم..ولا تتكون لهم شخصية مع الخبرات..
فالزمن سريع..والمطلوب كثير..والدروب أمامهم طويلة وتزداد خطوات الزمن سيراً تحت أقدامهم..فهناك الكثير من المتناقضات حولهم..فما يسمعونه بعيد تماماً عما يعايشونه..ولذا..فإنهم لا يجدون لما يسمعونه أي صدى..
وهم حائرون.. تائهون.. يجدّفون مراكبَ الحياة وحدهم..
آباؤهم غائبون عنهم..إما أعمالاً..أو إهمالاً..وأمهاتهم بعيدات عنهم إما لتعود..وإما لجهل..وإما للا مبالاة..
الحياة تشغل الكبار فيضيع الصغار ويتخبطون، وعندما يحتاجون إلى من يعينهم ويصغي إليهم ويشعر بهم ويشاركهم همومهم لا يجدون ذلك، فينطوون على أنفسهم ويحزنون حين يجدون أنفسهم في مهب الريح..كل ما حولهم لا يعينهم على أن يكونوا في مستوى طموحاتهم.
إن هذه الشريحة من المجتمعات..حقيقة مؤكدة..ولكنها تحظى بالتجاهل..ربما لأنها أصبحت عادة لدى الكثير من الآباء..
ولكن..يظل هناك طريق للنور..فاعرف الحق تعرف أهله..واعرف الباطل تعرف من أتاه..
إن هدفنا هو وضع اليد على الداء..فما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء..وقد جعل سبحانه كتابه:(...مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ...) [الإسراء: من الآية82].
إن السلف الصالح كانوا يهتمون بأبنائهم ويحرصون على تربيتهم تربية إسلامية متكاملة: خلقياً واجتماعياً وفكرياً وجسمانياً.. ويغرسون فيهم معاني الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.. ومراقبة الله في السر والعلن..
وهذا أهم دور يقع على عاتق الأسرة..
إن إهدار الأبناء وإهمالهم إضاعة للأمانة وقتل لمعاني التربية الإيمانية الصحيحة التي تُقدّم لهم كل ما يفتقرون إليه..وعقوق سافر لأبنائنا.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...)[التحريم: من الآية6].
ومن الحديث:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
إنهم أمانة بين أيديكم..قلوبهم وقلوبكم بيد الله سبحانه، وما علينا إلا التوكل على الله في جلب النفع ودفع الضر..
وأخيراً:
إن صلاح الأبناء بصلاح الآباء..واحفظ الله يحفظك..
المصدر : www.kidworldmag.com