طباعة

الإسلام ودعائم التربية والفكر للشباب

Posted in الثقافة

 

الدعامة الثانية المدرسة والمسجد:-

فبعد أن جاء دور الأسرة في التربية يأتي دور المسجد والمدرسة في التعليم وتأهيل الشباب لخدمة دينهم ووطنهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم بالنفع والفائدة.

أولاً المسجد:- المسجد هو موطن التربية الإيمانية والروحية والخلقيّة والعلمية للطفل في مراحل تربيته ونشأته، فالمسجد من أقوى الأركان والدعائم في بناء المجتمع المسلم، فعندما جاء المعلم والمربي الأول نبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فكان أول ما أسس هو بناء مسجد قباء وبعد انتقاله من قباء إلى المدينة كان أول أعماله كذلك بناء مسجده صلى الله عليه وسلم، وحمل أحجاره بيديه الكريمتين فكان المسجد النبوي مدرسة الدعوة الإسلامية الأولى، ودار الدولة الإسلامية الكبرى، وكان المدرسة والجامعة ومقر مجلس الشورى وقد قام المسجد بدوره التعليمي منذ أيامه الأولى، وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الدور العلمي لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أمامه رضي الله عنه: ((من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان كأجر حاج تاماً حجه))[37]، وشجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدام الوسائل المتاحة آنذاك لتوضيح المعاني والدروس سواء كانت بصرية أو سمعية، ومن أمثلة ذلك ما رواه ابن مسعود بقوله: خطَّ لنا رسول الله خطاً بيده ثم قال: ((هذا سبيل الله مستقيماً)) وخط عن يمينه وشماله ثم قال: ((هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه)) ثم قرأ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]، ولو أن الوسائل التعليمية المتاحة لنا في عصرنا هذا وجدت في عصر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لحثَّ على استعمالها، وكان أول من يستعملها صلى الله عليه وسلم، فيجب أن نربي أبنائنا على حب المساجد واصطحابهم معنا للمسجد ليتربّوا في رحابها، فتُهذّبَ أرواحهم وتثقّف عقولهم وتزكو نفوسهم، وعند سماع المؤذن ننصت ونردد مع المؤذن ونخبره فضل الترديد وراء المؤذن لما له من أجر عظيم وأنه مقترن بالصلاة حتى إذا ما تعود صار الأذان والصلاة من أحب الأشياء إليه ويجب أن نذكر لأبنائنا فضل المسجد والصلاة فيه وفوائد الخطى إلى المسجد وفضل الصلاة في جماعة وأن نعودهم على ارتياد المساجد فقد جاء في الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:- ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))[38

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed