طباعة

هل سيجد الناس لك معروفاً ؟

Posted in الثقافة

أي عظمة هذه ؟ و أي مروءة ؟ إنه لم يبخل على صاحبه حتى بالشعور والأحاسيس وبذل من أجله المعروف وساعده ونفعه بأقصى ما يستطيع .. فلماذا لا يقوم كل واحدٍ منا بواجبه تجاه الآخرين من حوله حتى يكون من أهل المعروف الذين تفتح لهم أبواب السماء ويتجاوز عنهم الرب جل جلاله في يوم لا ينفع فيه إلا أعمالاً تبيض الوجوه وترفع الدرجات عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه)) وفي رواية عند مسلم ((فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي )) (مسلم /1560).. إن سعادتك وراحتك تكمن في أن تدخل السرور على قلوب الآخرين ، وترسم البسمة على وجوههم ، وتشعر بالارتياح عند تقديم العون لهم وتستمتع باللذة عند الإحسان إليهم .. قال عبدان بن عثمان الأزدي: "ما سألني أحدٌ حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تم وإلا قمتُ له بمالي، فإن تمَّ وإلا استعنت بالإخوان، فإن تم وإلا استعنت بالسلطان".

إن لبذل المعروف وتقديم النفع ثمرات في الدنيا والآخرة تعود على من يقوم بهذا الخلق وعلى المجتمع من حوله فمن ذلك :- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا والآخرة فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [ابن ماجه ح2417] ... ولما عرض جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: (( زملوني زملوني )) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب) .[البخاري ح4، مسلم ح160] ... وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [رواه الطبراني في معجمه الكبير ح8014، وقال الهيثمي: إسناده حسن 3/115].

ومن ذلك دخول الجنة وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) [رواه الطبراني في الكبير ح8015].

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [مسلم ح1914] ومن ذلك مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر)) [ مسلم/2244] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخذه، فشكر الله له فغفر له)) [البخاري/ 2471] .. إن بذل المعروف وتقديم النفع عبادة أحاطها النبي صلى الله عليه وسلم بآداب تضبطها وتحافظ عليها، وأولها أن يعي المسلمون أن بذل المعروف معاملة مع الله، لا توزن بالقلة والكثرة، بل تحمد عند الله على كل حال، فقليلها عنده كثير، وهين العمل عند الرب الكريم كبير «فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [البخاري ح 1417، و مسلم ح 1016].

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed