طباعة

الجو النفسى للفتنة

Posted in المجتمع

نستطيع بعد هذه المقدمة الضرورية ( لدفع أى مظنة للتحيز , فالشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم كما ورد فى الحديث الشريف ) أن نرصد بعض عوامل الخطر والتى ما زالت كامنة على الرغم من الحسم الأمنى وعلى الرغم من الأحضان واللقاءات التليفزيونية وحفلات الإفطار الرمضانية ولقاءات أعياد الميلاد وأعياد القيامة , وعلى الرغم من التاريخ الطويل لسلامة النسيج الوطنى المصرى على مر العصور كتجربة فريدة ومميزة فى التعايش بين الطوائف والأديان تحت مظلة واحدة :

1- تنامى نزعات الفكر الدينى الإستقطابى الذى يرفض الآخر أو يلغيه أو يكفره أو يفسقه أو يسفهه أو يعاديه سرا أو علنا . وهذا الفكر قد يكون موجودا منذ زمن طويل لدى فئة قليلة من الطوائف والأديان المختلفة التى عاشت على أرض مصر ولكنها لم تكن تشكل توجه الأغلبية أو لم تكن على الأقل تشكل نسبة كبيرة خاصة بين الشباب , أما الآن فهناك عوامل تغذيها على الجانبين نذكر منها :

*عوامل داخلية : وجود قيادات دينية داخلية على الجانبين تتبنى الفكر الإستقطابى وتغذيه لدى الشباب , وتستغل كل الأحداث والظروف لتأكيده , ومع الوقت أصبحت هذه القيادات الدينية تمثل بؤرا للإستقطاب الدينى يلتف حولها الشباب ويلجأون إليها فى وقت الشدائد والمحن فتمنحهم الرعاية والحماية , فيتأكد لديهم مفهوم الإنتماء الطائفى المستقطب , ويشعرون بالأمان فى كنفه . ويزيد من المشكلة ضعف القيادات السياسية والوطنية وتراجعها أمام ضغط القيادات الدينية الإستقطابية أو المستقطبة , وإعطائها امتيازات تغرى بمزيد من التمادى فى الإستقطاب حتى ولو على حساب الحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين المصريين ( كانتماء أحدهم لعقيدة معينة )

*عوامل خارجية : كثرة الأصابع التى تلعب على الوتر الطائفى وتزكيه , بعض هذه الأصابع تنتمى لمن هاجروا من مصر أو هجروها وهم يحملون فى أنفسهم مشاعر سلبية تجاه الوطن نظرا لما عانوه فيه من مصاعب ومشكلات فاقت قدرتهم على الإحتمال ودفعتهم للهجرة ( أو الهجر ) بعيدا عن حضن وطنهم , لذلك فهم لديهم مشاعر ثأر من الظروف التى عاشوها ولديهم رغبة فى الإنتقام ممن سببوها لهم خاصة إذا شعروا أنهم تعرضوا لما تعرضوا له بسبب انتماءاتهم الدينية أو الطائفية . وأصعب وضع يمر به وطن أن تصل فيه الأمور إلى حالة تدفع أبناءه إلى حربه من الخارج واستعداء القوى الخارجية والداخلية ضده , وفى هذا دلالة على انعدام ( أو على الأقل ضعف ) قيم العدالة والمساواة والحرية وحقوق المواطنة فى هذا الوطن .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed