الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2013 23:07

الجن و المرض النفسي

كتبه  موقع واحة النفس المطمئنة
قييم هذا الموضوع
(8 أصوات)

جاء في القاموس المحيط: جَـنَّـه الليل ، وجَـنَّ عليه جَـنًّا وجُنوناً وأجَنَّه: سَتَرَه ، وكل ما سُتِر عنك فقد جُـنَّ عنك.  وأَجَـنَّ عنه واسْـتَجَـنَّ: اسْـتَتَر.إذاً كلمة الجن أصلها الستر والخفاء ، كما يقال للولد في بطن أمه جنين ، لأنه استتر في بطن أمه وخفي عن أعين الناس. ومصداق ذلك قوله تعالى حاكياً عن الشيطان: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ (الاعراف 27) ، فما أجرأ من يقول أنه يراهم !!

   قال الإمام يحيى بن الحسين: والجان منهم : الجن ، والجن منهم الشياطين ، وإنما سميت جناً وجاناً لاستجنانها عن أبصار الآدميين ، واستجنانها : غيبتها ، فلما كانت بغيبتها مستجنة سميت باستجنانها جاناً.

   وفي الشرع ؛ هم خلقٌ من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، خلقهم من نار كما أخبر في كتابه العزيز: ﴿ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ﴾ (الرحمن 15) ، والمارج هو: خالص لهب النار.  وقد كلفهم الله كما كلّف الإنس: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَاﻹْنسَ إِلاّّ لِيَعْبُدُونِ(الذاريات 56) ، والإيمان بوجودهم واجب وجوباً قطعياً لا مرية فيه.  وقد ورد ذكر الجن والجان في القرآن الكريم نحو ثلاث وعشرين مرة.

الجن حقيقة شوهتها الشعوذة :

   يقول د.محمد المهدى استشارى الطب النفسى :هذا الكون الذى نعيش فيه يحوى الكثير من الكائنات والقوى والعوالم بعضها نستطيع إدراكه بحواسنا أو بوسائل إدراكنا وبعضها نعجز عن إدراكه ، وهناك فرق بين وجود الشئ وإدراكه .. ففى زمن مضى لم نكن ندرك وجود الميكروبات أو الفيروسات ومع ذلك كانت موجودة وتؤثر فى حياتنا فى صورة أمراض نشعر بأعراضها مثل ارتفاع الحرارة والألم وغيره . هذا على مستوى الرؤية الميكروسكوبية الدقيقة ، فإذا انتقلنا الى مستوى الرؤية التلسكوبية عرفنا أننا أيضا فى الماضى كنا نجهل الكثير عن الكواكب والنجوم لأننا لم نكن نملك وسائل إدراكها ، وحين امتلكنا تلك الوسائل رأينا وأدركنا ما تسمح به هذه الوسائل وتيقنا أن هناك عوالم أخرى لانستطيع إدراكها بوسائلنا الحالية . فإذا جاءت الأديان كلها وحدثتنا عن عوالم الجن والملائكة والعرش والكرسى والجنة والنار  فلا يليق أن ننفى وجود هذه الأشياء لمجرد أننا لانستطيع إدراكها ، فهناك أشياء شاءت إرادة الله أن ندركها وننتفع بها ، وأشياء أخرى حجبت عن إدراكنا لحكمة يعلمها الله .

 يقول تعالى : ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ     (الأنعام 59 ) .

      إذن هناك  قوى  خير ممثلة فى الملائكة لها تأثير فى حياتنا على الرغم من عدم إدراكنا إياها ، وقوى شر ممثلة فى الشياطين وهم مردة الجن ، وهناك سورة كاملة فى القرآن الكريم عن الجن تبين طبيعة خلقهم ووظيفتهم والقوانين التى تحكمهم ، ومن ضمن هذه القوانين أنهم يروننا ولانراهم يقول تعالى       ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ( الأعراف 27 ) ، إضافة الى قدرتهم الهائلة على الحركة والتأثير التى تفوق قدرة الإنسان ، ومن هنا جاء خوف الإنسان من هذه القوة الخفية التى يمكنها أن تؤثر فيه أو عليه ( بدافع منها أو بتوجيه من شرار الإنس) دون أن يراها أو يملك وسيلة لدفعها ، هذا الخوف أحاط موضوع الجن بالكثير من الحكايات والأساطير .

     وقد استغل الدجالون والمشعوذون هذا الخوف ولعبوا عليه وضخموه فى عقول العامة ، وأقاموا على أساسه ركاما هائلا من المعتقدات والممارسات الأسطورية والسحرية جعلت لهم سلطانا على عقول وقلوب الدهماء خاصة فى المجتمعات المتخلفة . ولكى يستمر سلطانهم وسيطرتهم فهم يحيطون أفكارهم وممارساتهم ببعض التصورات شبه الدينية لكى يحتموا بها ويزيد تأثيرهم فى الناس . وللأسف الشديد لم يعد تأثيرهم يقتصر على العامة كما تعودنا ، وإنما استطاعوا ببراعتهم وخداعهم واستخدامهم للرموز الدينية أن يغزوا عقول المتعلمين والمثقفين فأصبح من روادهم عدد لابأس به من حملة الدكتوراه وبعض أصحاب الرأى والفكر .

     وعلى الجانب الآخر فقد أدت الاكتشافات الطبية الكبيرة فى مجال الأمراض النفسية إلى الاعتقاد بأن كل شىء أصبح واضحاً وأن ما كان يعتقده الأولون من حالات تأثير للجن أصبحت الآن مفهومة من خلال عمليات اللاشعور التى تقوم بوظيفة دفاعية لمصلحة توازن المريض وأكثر هذه الحالات إثارة للجدل هى حالات الهستيريا وهى الحالات المسئولة عن هذا التشوش فهى التى استغلها المعالجون الشعبيون لإثبات صحة عملهم وفاعليته وهذه الحالات تصيب الشخصيات غير الناضجة انفعاليا والقابلة للإيحاء فى نفس الوقت فيحدث أنه فى مواجهة ضغوط معينة كعدم قدرة الطالب على التحصيل أو عدم رغبته فى إكمال الدراسة أو عدم تكيف الزوجة فى زواجها أن يحدث انشقاق فى مستوى الوعى فتحدث حالات الإغماء أو الصرع الهستيرى أو يتصرف الشخص كأنه شخص آخر ليعبر عما لايستطع التعبير عنه فى حالاته العادية وأحيانا يتغير صوته ويأتى بأفعال تثير خيالات العامة وتأويلاتهم ودهشتهم فيلجأون إلى بعض المعالجين الشعبيين حيث يقومون ببعض الإيحاءات للمريض أو إيلامه بالضرب إذا لزم الأمر فيفيق من هذا الإنشقاق الهروبى بسرعة تبهر العامة وتزيد ثقتهم بهذا المعالج ، ولكن الأعراض غالبا ما تلبث أن تعود عند أول ضغط نفسى أو اجتماعى لأن المعالج لم يبحث عن الأسباب وإنما عالج العرض الموجود فقط فى جو من الغموض ، بل ويحدث أن يتمادى المريض فى أعراضه ويطورها بعد ما سمع ورأى من إيحاءات عن تلبس الجن له وتزداد الأمور تعقيداً وهنا يعود أهل المريض إلى المعالج الذى يبتزهم تحت وهم تأثير الجن .

    وقد أراد بعضهم أن يوسع تأثيره على الناس فسجل أشرطة تبين كيف يخرج الجن من المرضى  وانتشرت هذه الأشرطة وسببت فزعاً لكل من سمعها ، وقد جاءوا للعلاج من تأثيرها وقد قدر لى أن أسمع عدداً من هذه الأشرطة وما رأيت فيها إلا حالات هستيرية كالتى سبق وصفها وتتحدث تحت تأثير إيحاءات المعالج .

   يقول الشيخ الشعراوى ( 1990 ) ويريد الله سبحانه وتعالى أن يزيل خوفنا من أن يصيبنا ضرر من هذه القوى التى ترانا ولا نراها ، فيطمئننا بأنه جل جلاله يحفظنا ويرعانا .. لاينام ولايغفل .. قيوم على كونه ..أى قائم عليه فى كل ثانية .. فيقول تعالى :

   ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ( البقرة 255 )

     ثم يريد الحق تبارك وتعالى أن يزيد اطمئناننا .. فيقول لنا أنه عز وجل هو خالق السماوات والأرض .. ولذلك فإنه لايوجد من خلقه من يستطيع أن يخرج عن مشيئته .. فالمخلوق خاضع خضوعا تاما للقوانين التى أرادها له الخالق .. لايمكنه أن يتمرد عليها .. وذلك حتى لانخشى أن يتمرد مخلوق من مخلوقات الله ويفعل شيئا لم يأذن له به خالقه .. فيقول جل جلاله :

﴿ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾ ( البقرة255 )

   ونظراً لكثرة الممارسات المؤسفة والخاطئة فى هذا المجال فقد أعلن معظم الأطباء استنكارهم لما يحدث وامتد الاستنكار ليشمل أمورا حقيقية ثابته فى الكتاب والسنة ولكنها أحيطت بأخطاء المشعوذين ومبالغات العامة وأوهامهم .

   والجن يمكن أن يؤثر فى الانسان بطريقة لانعلم كيفيتها ( وهذا ليس مقصورا على الجن بل إن كل شئ فى الكون يؤثر ويتأثر بالأشياء الأخرى )

   فقد قال الله تعالى :- ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ البقره 275 )

     ولكن مدعى العلم بأسرار الجن بالغوا فى هذا الأمر فادعوا أن كل الأمراض هى مس من الجن أو هى تأثير سحر ليبتزوا المرضى المساكين وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتلمسون الشفاء فى أى مكان وبأية طريقة وهكذا انتشرت العرافة والكهانة بصورة جديدة تخفى نفسها خلف آيات من كتاب الله يقرؤها هؤلاء حتى يظلون فى حمايتها وتزداد قوة تأثيرهم فى العامة .

    وعلى الجانب الآخر – كما ذكرنا - بالغ الأطباء فى استنكار ما يحدث وإنكار تأثير الجن والسحر والحسد بالكلية واللوذ بمكتسبات الطب  التى كشفت الكثير من الغموض وقد اعتقد الكثيرون منهم أنه لم يعد هناك شىء بعيد عن البحث والتجربة الملموسة .

     والواقع الحقيقى غير ذلك فمازلت أسباب كثير من الأمراض النفسية فى مجال النظريات التى تتغير من وقت لآخر ومازالت هناك مناطق شديدة الغموض حيث تم وصف الكثير من مظاهر الأمراض ولكن بقيت المسببات فى حاجة إلى بحث طويل .

    وحين أقول هذا لا أبرر الخوض فى مبالغات تأثير الجن والاستكانة السلبية لهذه القوى الخفية بديلا عن البحث الجاد عن أسباب يمكن معالجتها بالوسائل العلمية المتاحة وإنما أرجو أن يتخلى الطرفان المتناقضان عن موقفهما المتطرف لتكون الحركة واعية وموضوعية مع الاعتراف والالتزام والاعتقاد بما ورد من آيات وأحاديث صحيحة فى هذا الشأن دون تقليل أو تهويل .

· ولكن البعض يدعى أن مرض الصرع يحدث بسبب لبس الجن

يقول د.محمود جمال أبو العزائم مستشار الطب النفسى: يعتبر الصرع من أكثر الأمراض العصبية انتشارا حيث يصيب 1% من الصغار والكبار، ومن أعراضه حدوث نوبات غياب عن الوعي قد تكون شديدة أو خفيفة وفي حالة النوبة الكبرى يسقط المريض على الأرض في حالة تشنج يهتز لها كل جسده ويغيب عن الوعي نهائيا ولا يفيق الا بعد مرور وقت طويل وتتكرر هذه النوبات في أي وقت وفى أي مكان وقد كان التفسير الشائع لهذه النوبات أنها نتيجة مباشرة لمس الجن وكان بعض الناس يستندون الى التشبيه الذي ورد في آيات القرآن الكريم﴿ لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ 00وظل مرض الصرع موضوعا للكثير من الخرافات والأوهام وتعرض المرضى لكثير من الممارسات غير الطبية ظنا من الناس ان الأرواح والشياطين وراء حدوثه

وللرد على هذا الادعاء يجب أن نعرف أولا ما هو مرض الصرع ، وما هى أسبابه ..فالصرع هو حالة عصبية تُحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ . وينشأ النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ من مرور ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية في المخ وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم ، وهذا النمط الطبيعي من النشاط الكهربائي من الممكن أن يختل بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة متقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية . ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية ولذلك يسمى الصرع أحيانا "بالاضطراب التشنجي" . وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية.  

    وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى . ولا يرجع النشاط الطبيعي للمخ إلا بعد استقرار النشاط الكهربائي الطبيعي . ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدى إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة ، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة حالياً . وهناك العديد من الأمراض أو الإصابات الشديدة التي تؤثر على المخ لدرجة إحداث نوبة تشنجيه واحدة . وعندما تستمر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن إصلاحه فهنا نطلق على المرض اسم الصرع .

      إذا فالصرع لا يختلف عن الأمراض العضوية الأخرى،فهو يحدث لأنه يوجد  سبب ما في الدماغ يسبب حالة التشنج لفترة قصيرة.إن أسبابه عضوية مثل الأمراض الأخرى ونستطيع التوصل إلى بعض أسباب المرض باستخدام التحاليل المعملية وأجهزة الفحص الحديثة مثل رسم المخ والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى وهناك بعض الأسباب التى لم نهتد إليها حاليا وسوف نتوصل إليها فى المستقبل بإذن الله ، فالصرع مرض مثل الأمراض العضوية الأخرى كما يمكن علاج حالات الصرع عن طريق الأدوية التي تسيطر على هذا الخلل الوظيفي في المخ ، ولا علاقة نهائيا للجن والشياطين والأرواح الشريرة بهذا المرض كما كان يعتقد من قبل0

       ويجب أن نذكر مره اخرى قصة المرأة التى جاءت للنبى صلى الله عليه وسلم  وكانت تشتكى بأنها تصرع ، وطلبت من النبى صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها حتى تبرأ من المرض ... فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبرى ولك الجنة . أى أن الرسول صلى الله عليه وسلم اقر بوجود المرض وانه ابتلاء من الله وان من يصبر على المرض ينال اجر الصابرين قال تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)

·  هناك اعتقاد شائع بين الناس أن المرض النفسى يحدث بسبب الجن00فما هى الحقيقة فى ذلك؟

  يقول د.محمود جمال ابو العزائم مستشار الطب النفسى : للإجابة على هذا السؤال يجب أولا أن نتعرف على أسباب حدوث الأمراض النفسية اولا0000 ولدراسة هذه الأسباب يجب أن نتعرف على المخ البشرى – المعجزة الإلهية - حيث يتكون المخ البشري من آلاف الملايين من الخلايا وهناك مراكز في المخ لكافة الوظائف النفسية والبيولوجية للإنسان ، فهناك مركز للحركة ومركز للتنفس وكذلك هناك مركز للذاكرة والسلوك والمزاج والوجدان.. ويرتبط المخ بالحبل الشوكى الذى يقع داخل العمود الفقرى وهو يحتوى على عدد ضخم من الخلايا العصبية وبذلك يتمكن من نقل كل أنواع المعلومات من وإلى المخ. وتتصل الخلايا العصبية بعضها ببعض بواسطة تشابكات عصبية  ، وهذه التشابكات أو المسافات الرقيقة بالرغم من أنها تفصل ما بين الخلايا لكنها في الواقع تربط بينها كيميائيا .... إن الرسائل تنتقل بين خلية وأخرى بواسطة مواد تسمى الناقلات العصبية ، وزيادة أو نقص الناقلات العصبية في المخ "مثل السيروتونين ، دوبامين ،ادرينالين ..الخ" يؤدى إلى اضطراب الوظائف النفسية للإنسان فقد وجد مثلا أن اختلاف نسبة السيروتونين يؤدى إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب .ومن هنا جاءت فكرة كيفية ضبط تركيز الناقلات العصبية وإيجاد توازن بينهما مستخدما العقاقير التى تؤثر على الناقلات العصبية وإعادتها إلى وضعها السليم.إذا فالمرض النفسى يحدث بسبب اختلال فى نسبة الناقلات العصبية فى الجهاز العصبى للإنسان وذلك نتيجة عدة عوامل منها

تتصل الخلايا العصبية بعضها ببعض بواسطة تشابكات عصبية

تأثير الوراثة والبيئة والتربية وعوامل عديدة أخرى البحث جار عنها ، والمرض النفسى مثله فى ذلك مثل الأمراض العضوية الأخرى له أساس عضوى ولا يحدث بسبب الجن

·    اذا ما هو التفسير العلمي لبعض الوقائع التى يراها الناس عند المشايخ

  يقول البعض: لقد رأينا بأعيينا وسمعنا بآذاننا "الشيخ" وهو يضرب الـ"جني" ويكلّمه !! ....

  أقول: هناك ما يُعرف في طب النفس بـظاهرة الإيحاء ؛ وهي قدرة توجد عند كل فرد منا ، ولكن مقدارها يختلف من شخص إلى شخص ، يتمكن صاحبها من فرض ما يريد على الموحى إليه.  لذا نجد أن المعالجين الشعبيين وأهل الدجل والشعوذة هم من أكثر الناس قدرة على الإيحاء ، ويعينهم على ذلك الضرب المبرح وتسليط صوت المسجل العالي جداً على أُذُنَيّ المريض المسكين، فيضطر المريض إلى تقمّص شخصية مختلفة أو التكلم بكلام غريب محاولاً الهروب من الضغط الرهيب الذي يُمارس ضده.  من ناحية أخرى – وهي الأغلب – قد يكون المريض مصاباً بحالة تُعرَف في الأوساط الطبية بـ"التحول الهستيري" ، يتحول فيها المريض إلى شخص مختلف تماماً يقوم بأعمال هستيرية وغير راشدة ، فتجده يتكلم بلهجة مغايرة وأسلوب مختلف ويقول أنه كافر !! أو أنه امرأة ويريد الزواج من نفسه !!

   ما هى اسباب تأخر علاج المرض النفسي ؟

   مالا يعلمه كثير من الناس أن الطب النفسي فرع من فروع الطب تماماً مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز الهضمي ... والامراض النفسية أمراض لها أسبابها وأعراضها وأساليب علاجها المختلفة

    والمؤلم أن مفهوم الطب النفسي لايزال مشوشاً عند الغالبية من المثقفين،ويكاد يكون معدوماً عند بقية أفراد المجتمع ،والمظلوم في هذه الحالة هو المريض ، والمنتصر هو المرض الذي يستشري ويتفاقم

   وزيارة الطبيب النفسي تأتي متأخره لأسباب متعددة:

السبب الأول: عدم المعرفة أساساً بأن هناك شيئاً أسمه الطب النفسي ... فالإكتئاب معناه زعل ... والوسواس القهري معناه سيطرة الشيطان ... والهستيريا دلع ... والقلق النفسي ضعف إيمان ... والعلاج في نظرهم هو تغيير الجو والفرفشة ومحاولة نسيان المشاكل والهموم،وتقوية الإرادة       .....

السبب الثاني : هو أننا نخجل أحياناً من الظهور في العيادة النفسية ... نخجل أن أحد أفراد الأسرة مريض نفسياً ، ولعل السبب يرجع إلى أن المرض النفسي مازال معناه الجنون ... مازال مرتبطاً بالعباسية والخانكة .

  وزيارة الطبيب النفسي تأتي متأخره لعدم المعرفة والإحساس بالخجل والغريب في الأمر ، أن الزيارة الأولى للعلاج تتم في حجرات الدجالين والمشعوذين وعلماء الأرواح ، في حفلات الزار.

    وللأسف فأن الكثير من الناس يتجاهل المرض النفسي حتى يتفاقم ويصعب أحياناً معالجته ... فقد يؤدي المرض النفسي إذا أهمل إلى إنتحار المريض ، أو إقدامه على إيذاء غيره من الناس ، ليس الايذاء محدودا بعمل معين بل أن إيذاءه للناس قد يكون عن طريق استخدامه لأساليب عديدة من المنطق في الكلام، الكذب ، السرقة ، وقد تصل للقتل ... بإختصار إيذاءه للغير يختفي تحت قناع المرض ولايمكن اكتشاف المريض النفسي في معظم الأحيان .

   وقد يختفي المرض النفسي عن طريق اتخاذه صورة مرض عضوي وهذه بعض الأمراض التي يسببها المرض النفسي :

السكر ، الضغط ، أمراض القلب والشرايين ، الربو ، القولون العصبي ، قرحة المعدة ،  آلام المفاصل ، اضطرابات الدورة الشهرية ، وكثير من الأمراض الجلدية على سبيل المثال سقوط الشعر والاكزيما ... والعديد من الأمراض التي يجمع الأطباء على أنه لايمكن شفاؤها إلا من خلال مداواة النفس

 

المصدر : www.elazayem.com

إقرأ 29006 مرات
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed