الجمعة, 30 تشرين2/نوفمبر 2012 23:24

عقوق الآباء

كتبه  د. فهد العبري
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

كثيراً ما نتحدث كآباء ومثقفين ومربين عن عقوق الأبناء لآبائهم. فالإسلام كدين جاء داعياً إلى حقوق الآباء. وليس هناك من ينكر عظم حق الآباء على أبنائهم. لكننا ننسى كثيراً أن حقوق الآباء على الأبناء يقابلها حقوق للأبناء على آبائهم. وهذه هي الأخرى كفلها الإسلام.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعن ولده على بره». فكيف تتم هذه الإعانة؟ إنها تتم عن طريق إعطاء الأبناء حقوقهم وهنا يكون الآباء بارين بأبنائهم. وإلا فإنهم سيحاسبون على عقوقهم، كما يحاسب الولد على عقوقه.

 

ويدخل في حقوق الأبناء على الآباء اختيار شريك الحياة المناسب على أساس من التقوى سواء للزوج أو الزوجة. ومن ثم الاسم الحسن والعقيقة. وتليه عملية التربية بما فيها من تعامل وعطف وحنان. والأهم من ذلك احترام لإنسانية هذا الابن. فمع الأسف أن بيوتنا اليوم مليئة بالكثير من الأبناء الذين يعانون صعوبات نفسية من نوع أو آخر بسبب عقوق الآباء. وصور هذا العقوق كثيرة. فهناك الضرب أو التجريح أو التسفيه. حتى يصل الأمر بالابن إلى الوقوع في المشاكل النفسية من اكتئاب وقلق وانفصام...الخ. وغالباً ما تكون الأنثى أكثر عرضة من الذكر لهذا النوع من العقوق الذي قد يقود إلى الكثير من التصرفات غير المرغوبة. فقد تحرم من الزواج بسبب الراتب أو غيره فيفوتها قطار العمر وهي تعاني الأمرين لدى آباء لايفقهون المشاكل النفسية المترتبة على هذا المنع. وقس على هذه القضية الكثير من القضايا. وكما تمنع الفتاة من الزواج قد يمنع الشاب ايضاً. فلقد اتصل بي أحد قرائي عارضاً مشكلته وطالباً مني الحل. وهذه القضية باختصار انه عندما قرر الزواج وصارح أهله بهذا الأمر رفضت أمه الفتاة التي اختارها. ولم يكن هذا الرفض مبنياً على سبب مقنع. إلا أن الأم أرادت له الزواج من ابنة أختها التي تأخرت كثيراً في الزواج. فحاول مع أمه مبيناً لها انه لا يمتلك أي عواطف تجاه هذه الفتاة. وانه لن يتزوج إلا من اختارها. فكان ردها عليه أنها غاضبة عليه يوم القيامة لو لم يتزوج من ابنة خالته. يقول وأنا الآن محتار يادكتور بين قلبي وأمي. فأخاف أن أتزوج هذه الفتاة نزولاً عند رغبة أمي ثم اظلمها معي. فأنا لم أخترها ولم أتخيل في يوم من الأيام أنها شريكة حياتي.
ولقد رأيت أن أطرح هذه القضية عبر زاويتي الأسبوعية وأشرككم قرائي الأعزاء في وضع الحل المناسب.

 

 

المصدر : www.kidworldmag.com

إقرأ 7867 مرات آخر تعديل على الإثنين, 01 شباط/فبراير 2016 23:57
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed