طباعة

الاعلام وحقوق الانسان

Posted in الثقافة


ان مثل هذه الثقافة يجب ان تشاع في المجتمع، ولا يتحقق ذلك الا بحرية التعبير، ليتحدث الاعلام عن الواجبات الملقاة على المسؤول، ليعرف المواطن ما اذا كان هذا المسؤول او ذاك قائما بواجباته تجاهه او مقصر فيها؟ فاذا كان قائم بها فانعم به من مسؤول، اما اذا كان فاشلا ومقصرا في مهامه، فعلى المواطن ان يراقبه ويحاسبه، واذا شاء ان يسقطه عن عرش المسؤولية.
ثالثا: ملاحقة التجاوزات وفضح التقصير والتاشير على مواطن الخلل في السياسات العامة، فالاعلام الحر هو القادر على فعل كل ذلك، على العكس من الاعلام غير الحر الذي يشغله اكل طيبات الحاكم كالبهيمة المربوطة همها علفها او المرسلة شغلها تقممها تكترش من اعلافها وتلهموا عما يراد بها، على حد وصف الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
ان من اعظم الخيانات التي يرتكبها الاعلام، هي عندما يسكت على تجاوزات الحاكم الظالم ولا يفضح سياساته الفاشلة، ويغض النظر عن ممارساته الاستبدادية مهما كانت صغيرة وتافهة، ولا يدافع عن حقوق المواطن عندما تتعرض للانتهاك، وان مثل هذا الاعلام هو الذي يصنع الديكتاتور، وهو الذي يساعد على تضخيم دور المستبد حتى يصل الى مرحلة يدمر فيها البلاد، وكلنا يتذكر دور الاعلام بهذا الصدد عندما ضخم شخصية الطاغوت في عدد من البلاد العربية كالعراق مثلا في عهد الطاغية الذليل صدام حسين او في ليبيا في عهد الطاغية الاخر معمر القذافي، من خلال تمجيده لدرجة التاليه، ليتحول الى طاغوت بامتياز صدق انه اله او نصف اله على الاقل، فلم يشا ان يسلم البلاد الا قاعا صفصفا، ولا زلت اتذكر كيف وقف احد المدعين للثقافة وانه يراس منظمة للدفاع عن حقوق الانسان امام طاغية ليبيا المقبور ليخاطبه بعبارة (سيدي القائد) الا تعسا لهذه الثقافة، وتبا لهذه الحقوق التي يدافع عنها امثال اشباه المثقفين هؤلاء.
ان الاعلام رسالة وشرف وضمير ومسؤولية، فاما ان يتحلى باخلاقياتها من يتصدى لها او ان يتركها لرجالها، اما ان يتحول الاعلام الى مكب لكل انتهازي وفاشل ووصولي وذليل على عتبةالطاغوت، فتلك هي المصيبة.

 

 

 

 

المصدر : www.m3arej.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed