طباعة

الدولة والمُثل العليا والحصانة القضائية لمن ؟

Posted in الثقافة

lw-booksان المُثل العليا  في حكم الدولة أمر لابد منه ولا مناص دينية كانت أم مدنية، لكل دولة او مجتمع يريد ان ينتظم،ولكل حزب يريد ان يتشكل ، ولكل فرد يريد ان يعمل بالسياسة يجب ان تحكمهم القيم والمُثل العليا.
ان القانون الاخلاقي مُثل عليا أنسانية تدخل تحت ميثاق المجتمع،وهو غير قابل للاختراق تحت اي شعاراسلامي أم قومي أم فردي.

 

هذا القانون يجب ان يكون مستبعد من اي قيمة تراثية ،لانه قد يؤدي الى الاستبداد السياسي في الدول التي لم يكتمل دستورها وقانونها وأمنها الوطني بعد.
لقد ُطرح العلم كشعار آيديولوجي،لكن الاخلاق لا تتعارض مع العلم ،كون العلم  ليس من السياسة،والاخلاق هي آيديولوجيا مرتبطة بالقيم الانسانية الاجتماعية  التي يجب ان تتحلى بها المؤسسات العلمية والسياسية والتشريعية . اي ان الاخلاق بمفهومها العام راسخة في الوعي الجمعي للمجتمع،تتمثل في الموقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي  الذي يشغله الانسان.
من هذا التوجه الاخلاقي للمُثل على رجل الدين  ورجل السياسة  ان لا يُعرض نفسه للمعايير المخالفة للمثل العليا المتمثلة في الاخلاص والامانة والاستقامة وان تعتبر من مبادئه العامة التي لا تناقش. فالسياسي الذي يشغل منصبا من مناصب الحكم،عليه ان يعلم ان الأعين مسلطة عليه،لذا فالأمانة والعدالة والنزاهة والصدق وأحترام الأخرين ،كلها مطلوبة منه شخصيا ،ومطلوب منه الدفاع عنها اذا أخترقت.لذا فالقيم العليا يجب ان تكون هي الدولة.
لا احد يشك ان تطبيق المثل العليا في الدولة مفروغ منه وغير قابل للنقاش ،واذا ما أخترقت هذه القيم والمثل  فسيحل الدمار والطغيان والفساد فيها،كما نراه اليوم. لان القيمة الاخلاقية في الدولة الدكتاتورية قيمة ثانوية لا يتم الدفاع عنها،وبالتالي يتخلف المجتمع وتسود الفوضى والانحلال ويموت المجتمع تدريجياً.
من هنا لا يجوز لحزب ان يطلق على نفسه الحزب الاسلامي او الديمقراطي او حزب العدالة  ،كما لو ان المثل العليا ملك له،وان بقية الناس والاحزاب بلا مثل عليا. من هنا فنحن نرفض اسلمة السياسة.اما من يطرح شعار (الاسلام هو الحل)نضع تحته حجاب المرأة،والطائفية والعنصرية والغاء الفن وتطبيق فقه الشافعي وفتاوى ابن تيمية وهي مهزلة مرت علينا دون وعي لها ، فأدت الى زرع عوامل التخلف والفرقة في مجتمعاتنا العربية.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed