مفهوم الدين بين الفكر الإسلامي والمسيحي
ومن أجل تجاوز هذا القصور في تعريف الدين يقترح جارودي إلى ضرورة الاستعانة بالعارفين والحكماء من أجل معرفة أكبر لجوهر الدين وأنساقه 22.
وفي خضم هذه التعريفات المسيحية والإسلامية ألا يمكن تحديد ماهية الدين نستشف منها الخصائص والعناصر الجوهرية التي تميز النزعة الدينية أو الشعور الديني بوجه عام. إننا نعتقد أن عبد الله دراز وُفِّق إلى حد كبير في اكتشاف هذه الخصائص التي لا تقصي أي دين عرفه الإنسان، فالدين ينظر إليه أولا من حيث هو حالة نفسية داخلية بمعنى التدين، فهو الاعتقاد بوجود ذات -أو ذوات غيبية - علوية لها شعور واختيار، ولها تصرف وتدبير للشئون التي تعنى الإنسان، اعتقاد من شأنه أن يبعث على مناجاة تلك الذات السامية في رغبة ورهبة، وفي خضوع وتمجيد وبعبارة موجزة هو الإيمان بذات إلهية جديرة بالطاعة والعبادة. أما إذا نظرنا إليه من حيث هو حقيقة خارجة فالدين هنا هو جملة النواميس النظرية التي تحدد صفات تلك القوة الإلهية، وجملة القواعد العملية التي ترسم طريق عبادتها23.
1- T.jerenny Gunn. the Complexity of Religion and the Definition of Religion inInternational Law ( Harvard Human Rights Journal .vol 16 s 2003 issn 1057-1607)
2- ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار الجيل ودار لسان العرب 1988 ج 2 ص 1044.
3- محمد عبد الله دراز، الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية،1990،ص 23-25.
4- محمد الغزالي، ليس من الإسلام ( القاهرة: مكتبة وهبة، ط6، 1993) ص137.
6- الجرجاني، التعريفات، تحقيق إبراهيم الأبياري، بيروت: دار الكتاب العربي،2002،ص 90.
7- التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 1996 ،1/814