طباعة

ابن أبي أصيبعة

Posted in الثقافة

 

استَهلَّ ابنُ أبِي أُصَيبعة كتابَه "عيونَ الأنباء في طَبقات الأطبَّاء" بمقدِّمةٍ فلسفيَّة ودينية واجتماعية، تناولَ فيها مَكانةَ الطبِّ بين العُلوم والصِّناعات المختلفة، والكتاب مرتَّبٌ في خمسة عشر باباً بحسب بلاد الأطبَّاء وتَعاقُب طبقاتهم؛ وقد جعلَ البابَ الأوَّل للحديث عن كيفيَّة وجود صناعة الطبِّ وأوَّل حُدوثها، ثمَّ تَحدَّث عن طبقات الأطبَّاء الذين كانت لهم مؤلَّفاتٌ في صناعة الطبِّ، وتحدَّث عن الأطبَّاء اليونانيين، ثمَّ استوفى الحديثَ عن الأطبَّاء في الديار الإسلامية، ورتَّبهم بحسب أقاليم الدولة الإسلاميَّة المشرقيَّة منها والمغربيَّة. وأصبحَ مَرجِعاً أساسياً في تاريخ الطبِّ.

ويعدُّ كِتابُ ابن أبِي أُصَيبعة هذا أشملَ الكُتُب التي وُضِعت في تاريخ الطبِّ والأطبَّاء، قبلَ الإسلام وبعدَه، وهو مَوسوعةٌ نقلَ فيها المؤلَّفُ مَعلوماتِه عن مَشاهير عصره، جامعاً ما تفرَّقَ في الكتب الكثيرة عن حُكماء القدماء وعُلَماء العَرب والإسلام الذين عملوا بالطبِّ، من عَهد الإِغريق والرُّومان والهنود إلى عام 650 للهجرة. والكتابُ مُقسَّمٌ إلى خمسة عشرة باباً، يتكلَّم في الباب الأوَّل منه عن صناعة الطبِّ، ومن ثمَّ يذكر في الأبواب المتبقِّية عن طبقات الأطباء على اختلاف زمانهم ومكانهم. وتحتوي الموسوعةُ على ترجمةٍ لما يزيد على 400 طَبيب وحكيم من كبار عُلَماء الإغريق والرُّومان والهنود والعَجم والسريان والنَّصارى وأطبَّاء فارس والعراق والشَّام ومصر والمغرب العربِي والأندلس.

يَقولُ ابنُ أبِي أُصَيبعة عنه كاتبه في مقدِّمة الكتاب:

"وقد أودعتُ الكتابَ أيضاً ذكر جماعةٍ من الحكماء والفلاسفة ممَّن لهم عناية بصناعة الطبِّ، وجُمَلاً من أحوالهم ونوادرهم وأسماء كتبهم، وجعلتُ ذكرَ كلِّ واحد منهم في الوضع الأَليَق به على حسب طبقاتهم ومراتبهم".

 

المصدر : www.kaahe.org

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed