طباعة

العرب والقــراءة

Posted in الثقافة

حتى حافظو الثياب يقرؤون والواقع فإن ما لاحظته السيدة «بدوي» ليس وقفاً على الفرنسيين فحسب، فهو قاسم
مشترك بين الأوروبيين شرقاً وغرباً، وقد رأت ذلك في عدد من المدن: برلين التي كانت قسمين شرقية وغربية – ودرسدن ولايبزيغ وبراغ وبودابست وكارلوفي فاري ولينينغراد – بطرسبورغ حالياً -... الخ، بل لاحظت أن حافظي الثياب Gardrobe والعاملين على نظافة المراحيض، في تلك المدن يقطعون الوقت بالقراءة. وقد دُهِشْتُ مرة في موسكو حين انتبهت إلى أن أحدهم يقرأ «الأخوة كارامازوف» لدوستويفسكي، فيما هو يلاحظ الداخلين
والخارجين ومسألة النظافة والتنظيف.كتاب الجيب... كان عندنا أيضاًعلى كلِّ حال، فإن السيدة «بدوي» حرَّضت ذاكرتي، عندما تحدَّثَتْ عن ظاهرة «كتاب الجيب» في فرنسا، فذكرت أن عام 1953 هو عام ولادة هذا النوع من الكتب في فرنسا.
ذاك أني عدُت إلى بعض ما قرأته في كتيِّبات مشابهة، كان أخي الأكبر «مصطفى» رحمه اللـه يأتي بها إلى البيت، متى؟ في أربعينيات القرن العشرين الماضي كانت هناك سلسلة عنوانها «أحسن القصص» من الأساتذة الذين عملوا على إغنائها بالترجمة من الأدب العالمي، نخبة من الطليعة المثقَّفة في دمشق، وكانوا أيضاً من جماعة مجلة «الطليعة» التي كانت تصدر في ثلاثينيات القرن ذاته: «ليان ديراني، كامل عياد، خالد علي، كاظم الداغستاني» وسواهم.
سلاسل الكتب في سورية كانت هذه السلسلة من اللون الذي يمكن تسميته كتاب الجيب، ذاك أن حجمها في حدود 8×12 س. م، وهو الحجم ذاته الذي يصدر فيه الكتاب الفرنسي ولكن... ماذا بعد؟ ثمة اليوم  أربع سلاسل من مطبوعات الكتاب التي نستطيع القول إنها تتوجَّه إلى القارىء محدود الدخلِ، بأثمانها التي لا تتجاوز خمسين ليرة سورية مثل سلسلة الكتاب الشهري التي تصدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب – في وزارة الثقافة. علماً أن معظم هذه المطبوعات يوزَّع مجاناً على القرَّاء، كتلك التي تصدر عن دار المدى بدمشق بالتعاون مع بعض الصحف العربية «البعث، والسفير والقاهرة»، وفي وقت ما بالتعاون مع صحيفة الثورة الدمشقية – وقد صدرت عنها عناوين أدبية وتاريخية في منتهى الأهمية.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed