طباعة

صنمية الصورة في الفضائيات العربية

Posted in الثقافة


2- دور الفضائيات:
"إن كثيراً مما تقدمه القنوات الفضائية العربية الغنائية أشبه بالمحاكاة السطحية لقنوات عالمية...يعتمد على الإبهار البصري على رغم فجاجة الكلمات وسطحيتها."[2]
إن الدور المتنامي للفضائيات في الساحة العربية هو في الحقيقة جاء ليلبي أفق انتظار يخص المجتمعات الفتية وبالخصوص الطبقات الناشئة الكثيرة العدد خاصة في ظل الانفجار الديمغرافي المشهود وتراجع  دور المؤسسة التربوية وتفشي الأمية وتغييب النخب المثقفة من الحراك الاجتماعي وقد أصبح بالنسبة لأي عربي أن يطلع ويتفرج وينمي معارفه ويشاهد مقالات الصحف وآخر الأخبار الثقافية وما تعرضه دور المسرح والسينما بمجرد أن يشتري لاقط هوائي وأن يضغط على زر من الأزرار التابعة لتلفزته فيتجول في العالم بأسره ويقابل العديد من المفكرين دون أن يبذل أي جهد ودون أن يلاقيهم في الواقع، ثم إن هذه الفضائيات تتدخل في أدق تفاصيل حياته وتحدد له أكله وملبسه وشكل بيته ولون سيارته ونوع شريك حياته وتكون سبب بهجته ومسرته ونجاحه وسبب فشله وبؤسه.
انه لأمر محير فعلاً أن نحكم على أي قناة فضائية بمثل هذا المعيار المزدوج وأن نظل في حالة من الاندهاش والذهول أمام هذا الكم الهائل من الصور والرموز التي يتم ضخها وإرسالها يوميا دون أن يكون لنا الوقت الكافي لفرزها وانتقائها ومن ثمة الحكم عليها،إن أشد أنواع الفكر تصميما ليبقى حصيراً فمابلك بالفكر الضعيف لدى عامة الناس المتأثر المنبهر على الدوام،ألا ترى أنه يساق إلى حيث لا يدري ؟ وألا تؤثر فيه هذه الصور كما لم يؤثر فيه أي أحد من قبل؟
لاشك أن فريق أول يرى في الفضائيات العربية مصدر انتشار النزعة الإيمانية نظرا لتكاثر البرامج الدينية فيها وظهور نمط من الدعاة والوعاظ الجدد الذين تخلوا عن العمامة  وعن اللغة العربية الفصحى وعوضوها بالبدلة واللهجة الدارجة وأن فريق ثان يرى أن القنوات الغنائية وتلفزات الواقع هي سبب موجة التفسخ الأخلاقي وتكاثر موجة التقليد للغرب بسبب مسابقات ستار أكاديمي التي تحث على الاختلاط  وتشجع على الموضة والاستهلاك والاعتناء بجمال الجسد والطبخ والرياضة.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed