طباعة

مستقبل القصة القصيرة إلى أين؟!

Posted in الثقافة

short-storyمقالة ألقيت في أمسيّة القصة القصيرة بمثابة بيان ثقافي، في يوم القصة القصيرة العالمي14/2/2012،بنادي الرياض الأدبي (أقيمت الأمسية مشاركة بين وحدة أبحاث السرديات بجامعة الملك سعود وجماعة السرد بنادي الرياض الأدبي ).
في ظلّ تحولات اجتماعية وثقافية وتواصلية عديدةمتوقعة مستقبلاً، يصعب أي حديث عن مستقبل فن القصة القصيرة أو غيرها، على الرغم من وجود آراء كثيرة متشائمة تجاه مستقبل هذا الفن!!
تعدّ القصة القصيرة فناً شعبياً، ولد في أحضان الحكايات الشعبية، والمقامات المسجوعة، والخرافات والأساطير، والأخبار والنوادر، والقصّ الديني والوعظيات، وقصص الأمثال والطرائف، وغيرها… ما يؤكد كونها نصاً أصيلاً ومتجدداً، ومن الطبيعي أن يهجرها  بعض كتابها في زمن ما في حياتهم، عندما ينضب عطاؤهم في إبداعها.
هي فن الأزمنة والأمكنة الشعبية كلها، لأنها فن اللغة العادية المألوفة والنثريات المعيشية اليومية…وأيضاً هي فن التحديث والتجريب والمغامرة… لكنها فن لم يحظ باهتمام النقد والنقاد…كأنها في هذا السياق فن مهمش، ربما لأنها عاشت في وادٍ بين خطابين ضخمين في الثقافة والإبداع: أحدهما الشعر، والآخر الرواية؛ فكانت هذه القصة القصيرة دومًا تزهو بسردية الرواية من جهة وبشعرية الشعر من جهة أخرى، مع كونها أمّ الرواية لا ابنتها أو أختها، وأنّها تمتح  أو تستقي من حوض إيقاع الشعر وكثافة لغته التصويرية.
من هنا، من حق بعضنا أن يقلق ثقافياً عندما نرى كثيراً من القاصين يهجرون كتابة القصة القصيرة نهائياً أو  لمصلحة كتابة رواية أو غيرها… ولعلّ ما يخفف من وقع ذلك أننا نجد كثيراً من الروايات تحرص على أن تتشكل من بنيات قصص قصيرة عديدة… لكنها غدت روايات !!
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed