طباعة

مستقبل القصة القصيرة إلى أين؟!

Posted in الثقافة

كذلك نجد اليوم أنّ سردية القصة القصيرة تجتاح الشعر؛ فتتشكل هذه السردية في القصيدة من خلال دراميتها أو ملحميتها؛ لتغدو السردية صفة ملازمة لبنية الشعر الجديد- على أية حال !!
ثمّ ماذا عن هذه القصة القصيرة جداً؟! إنها كالرواية أيضاً؛ هي ابنة صغرى لهذه القصة  القصيرة…لكنها ربما تبدو أكثر استسهالاً واقتصاداً في ديناميات السرد من كتابة القصة القصيرة في منظور بعض كتابها، علماً بأنها (ق. ق .جداً) ينبغي أن تكون الأصعب في مستوى الكتابة الإبداعية، التي كلما كانت أكثر اختزالاً، بدت أكثر صعوبة وعبئاً تجاه مسؤولية إبداعها.
لست مع الذين يعتقدون أو يظنون أو تسول لهم أنفسهم أنّ القصة القصيرة قد اضمحلت أو أنها بلا مستقبل… ربما قالوا ذلك استناداً إلى ماضيها المهمّش خلال ثلاثين عاماً مضت، سواء أكان هذا التهميش بسبب الشعر أم الرواية أم كليهما، أم  بسبب تحولها ذاتياً إلى نص هجين مفتوح متداخل الأجناس أو بلا هوية.
لعلّ المستقبل يكون للقصة القصيرة من خلال هذا التطور الإبداعي المصاحب لتقنيات الكتابة الرقمية (الإلكترونية)، حيث غدت القصة القصيرة – بغض النظر عن جمالياتها التقليدية – جزءاً حميماً من هذه الكتابة الرقمية المشبعة بالسردية؛ أعني سردية القصة القصيرة أو القصة القصيرة جداً؛ وبخاصة بعد أن أمست الكتابة  الرقمية خطاباً تشعبياً مسكوناً بهذه السردية المتعددة أيضاً!!
وفي الوقت نفسه، لا بدّ ألا نعول كثيراً على نقاء  أي جنس من الأجناس الأدبية كلها، لأنّ التراسل والتداخل فيما بينها غدا حقيقة لا يمكن التغاضي عنها أو التقليل من شأنها؛ وبخاصة عندما نتأمل حضور القصة القصيرة في المقالة الأدبية، والخاطرة، وقصيدة النثر، والحكي داخل الحكي في الرواية أو الدراما (على طريقة الحكاية الإطارية في ألف ليلة وليلة)، والمنتديات الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي، بل إنها تسللت إلى الأخبار والتقارير الصحفية والتلفازية!!
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed