طباعة

سيكولوجية النصب والإحتيال

Posted in المجتمع

وهناك ملاحظة أن رجال الأعمال الذين يفقدون قدرتهم الجنسية بسبب المرض أو الشيخوخة أو الإنشغال الزائد  يتوحشون في جمع المال , وكأنهم يعوضون هذه بتلك , ويقومون بجمع الفتيات الجميلات بجوارهم (رغم عدم قدرتهم على التعامل معهن على مستويات أعمق ) , وكأنهم يقولون بلسان الحال نحن مازلنا قادرين على جذب النساء وجمعهن  .

وجمع المال قد يكون بحثا عن الأمان لدى من يفتقدون الأمان خاصة من عاشوا ظروفا أسرية صعبة في طفولتهم المبكرة , فهؤلاء فشلوا في أن تكون لهم علاقة بأم وأسرة تعطيهم الإحساس بالأمان فعاشوا يتوقون إليه دون جدوى .

والشراهة في جمع المال قد تكون مدفوعة بحرمان شديد من الإحتياجات الأساسية للشخص إبان فترة طفولته , وقد يحدث العكس لدى أطفال مدللون ومشبعون إلى حد التخمة , وهم قد تعودوا أن يأخذوا من الآخرين كل شئ , وأن لا يعطوا أي شئ , والأخذ عندهم دليل على الحب من الآخرين .

والمال قد يكون مكافئا للحب , فالحصول عليه يعوض حرمان من الحب والتقدير , وإنفاقه قد يكون بحثا عن الحب أو شراء الحب , فكثيرون ممن يندفعون نحو تحصيل المال بشكل شره لديهم فقدان للحب في حياتهم ويشعرون أن الناس تلتف حولهم فقط لامتلاكهم للمال فتزيد شراهتهم للمال والتي هي بالأصل شراهة للحب المفقود .

والمال قد يكون مدخلا للسلطة وما تمنحه من مزايا خاصة في المجتمعات التي تتزاوج فيها السلطة مع الثروة فيجد الشخص أنه جمع كل مصادر القوة والسيطرة في يديه .

وبما أن الحاجة للشبع وللقدرة والقوة والأمان والحب , كلها احتياجات نفسية عميقة , وهي احتياجات محبطة وغير مشبعة لدى المتطلعين بشغف إلى المال , لذلك نتوقع أن يستمر سعيهم الشره نحو المال طول الوقت , فهم لن يشبعوا لأن المسألة ليست احتياجات مالية تهدأ بالحصول على قصر وسيارة ورصيد في البنك , وإنما المسألة مرتبطة باحتياجات نفسية تم استبدالها بالمال , وهذه الإحتياجات النفسية احتياجات ملحة جدا ولا تهدأ مع محاولات الإشباع المتكررة .

 رؤية المدرسة السلوكية : يرى السلوكيون أن امتلاك المال يصاحبه القدرة على الشراء والقدرة على الإقتناء لكل ما هو مرغوب , ويصاحبه التفاف الناس حول صاحب المال ويصاحب كل ذلك الحصول على ملذات كثيرة , كل هذا يؤدي إلى حالة من الإرتباط الشرطي بين امتلاك المال وحصول المسرات والملذات , وبهذا يتعلق الإنسان بالمال تعلقا شديدا , ويصبح فقده للمال شيئا مؤلما جدا لأنه سيرتبط بفقد كل الملذات والمسرات , ولهذا لا نستغرب حين نرى رجل أعمال يصاب بأزمة قلبية ويموت حين يخسر أمواله في البورصة , وربما يقتل نفسه أو يقتل أحب الناس إليه (راجع حوادث الإنتحار وحوادث قتل الأبناء والزوجات في الشهور الأخيرة مع انهيار البورصة ) , فالحياة بدون المال عنده لا تساوي شيئا , أي أن الحياة هنا اختزلت في المال.

كما أن التعاملات المالية فيها قدر من المخاطرة (خاصة تعاملات البورصة) , وهذه المخاطرة مع ما يتبعها من نتائج تكون مصحوبة بقدر عال من المشاعر سواءا الإيجابية أو السلبية , وهذا التماوج في المشاعر صعودا وهبوطا يكون مطلوبا لدى بعض الناس وممتعا لهم , وهو أشبه بسلوك المقامرة .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed