طباعة

سيكولوجية النصب والإحتيال

Posted in المجتمع

وقد يتكرر خداع مثل هذه الشخصيات مرات بعد مرات دون أن تتعلم الدرس أو يتعلم غيرها , وبهذا تتوالى حوادث النصب والإحتيال في المجتمع على الرغم مما يحوط كل جريمة من توعية وتحذير .

2 – الكسول (الإعتمادي السلبي) : وهو يسلم أمواله للنصّاب بهدف استثمارها كنوع من الإستسهال لديه لأنه لا يريد أن يتعب نفسه في استثمارها , ولا يكلف نفسه حتى عناء البحث والتقصي عن تاريخ وسلوك النصّاب , بل إنه يرضى بأي ضمانات يمنحه إياها النصّاب ويقنع نفسه بكفايتها وفاعليتها حتى لا يكلف نفسه الكسولة مزيدا من المشقة .

3 – الساذج : وهو بطبيعته قليل الذكاء يسهل التغرير به وخداعه , ولا يحتاج مجهودا من النصاب غير أن يعطيه فقط إحساسا بالأمان والرعاية والتقدير , وبما أن الساذج يفتقد لهذه الأشياء فهو ينظر للنصّاب على أنه شخص طيب يمكن الوثوق به

4 – المحتال : ويحتاج هذا النوع من الضحايا لنصّاب أكثر قدرة منه على الإحتيال , وهنا تحدث مباراة في النصب والإحتيال يفوز بها الأكثر دهاءا وذكاءا ومراوغة . والضحية المحتال تعود في حياته أن يكسب من الطرق الخلفية , لذلك فهو لا يشعر بالغربة حين يتعامل مع النصّاب , إذ أن أصل ثروته كان غير مشروع وجاء من طرق غير معهودة , وهو قد ألف تلك الطرق , بل إنه لا يطيق غيرها , إذ تعود أنها الأسرع والأسهل لجمع المال .

5 – المستفز : وهذا النوع يعيش حياة كلها ترف وبذخ , ويظهر ثراؤه بشكل يجمع حوله النصابين والمحتالين حيث تستمر محاولاتهم للإيقاع به , وتواتيهم الفرصة في وقت ما وفي ظروف ما تضعف دفاعات الضحية , فينفذون إليه من أي جانب . والمستفز لديه شراهة هائلة للإستهلاك ومن هنا يكتشفه النصابون بينما هو يقوم بالإنفاق ببذخ فيسيل لعابهم لماله .

6 – بعض الفئات الهشة : كصغار السن , أو كبار السن , والقرويين , وأصحاب الذكاء المنخفض , والمرضى النفسيين الذين يفتقدون القدرة على التمييز أو الحكم السليم على الأمور , وذوي الإحتياجات الخاصة .

 البيئة المحيطة بعملية النصب :

هناك بيئة نستطيع وصفها بأنها بيئة محرضة على النصب والإحتيال , وهذه البيئة لها خصائص نذكرها فيما يلي :

1 – الفساد : حيث ينتشر في كثير من جوانب الحياة , فيبدأ الأطفال أولى دروسهم في النصب من خلال الغش في الإمتحانات , فيتعلمون منذ نعومة أظفارهم أن يحصلوا على أشياء دون بذل جهد أو تعب , وهم يجدون تشجيعا من ذويهم ومن المجتمع على ذلك ويعتبرون ذلك شطارة وفهلوة , فيكبرون وقد تطبعوا على ذلك فيكملون طريقهم بالرشوة والسرقة والإختلاس وتزوير الإنتخابات واغتصاب السلطة , أي سلطة .

2 – الحرمان : والحرمان هنا أمر نسبي , إذ ليس بالضرورة أن يكون النصّاب فقيرا أو معدما , وإنما يكفي شعوره الشخصي بالعوز والفقر حتى ولو كان غنيا , فالأمر هنا نسبي ويعتمد على إدراك الشخص لحاجاته ونواقصه . والحرمان ليس مقصورا على الحرمان المادي بل قد يكون حرمانا من الأمان أو حرمانا من الحب , أو حرمانا من التقدير الإجتماعي , أو حرمانا من تحقيق الذات , أو غيره من أنواع الحرمان , وهنا يتجه الشخص للنصب للحصول على أموال الآخرين بهدف إشباع ذلك الحرمان , ويصبح المال هنا وسيلة رمزية للإشباع عن حرمانات متعددة .

3 – عدم الأمانة : بمعنى أن تصبح الأمانة شيئا ثانويا أو هامشيا في المجتمع , فتجد صاحب السلطة يسئ استخدام سلطته , والطبيب ليس أمينا مع مرضاه , والمحامي يمارس أقصى درجات الخداع والتمويه وربما التزوير , والمهندس لا يراعي الله ولا يراعي ضميره في مواد البناء , والحرفي لا يتقن عمله , والقاضي غير محايد .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed