طباعة

في سيكولوجيا الغربة والاغتراب وتفكيك الأوطان

Posted in الثقافة


natural-land" الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن "
علي بن أبي طالب (ع )يرد استخدام كلمة الغربة والاغتراب في دلالتين مختلفتين, فالغربة في اللغة تعني بعد وتنحى, وغرب الشيء أي لم يعد مألوفا, وأغترب الشخص أي نزح عن وطنه فهو مغترب, والغربة عادة موجه إلى الخارج اغلب الأحيان, أي أن الفرد يترك بلده مضطرا أو طواعية نتيجة إحساسه بالضعف أو الخوف أو الضياع وعدم الأمان من تقلبات زمن يعيشه ويحس به.

 

أما الاغتراب فهو الإحساس بالغربة داخل الوطن وهو أقسى أنواع المشاعر الإنسانية وتتولد كنتيجة طبيعية للظروف المحيطة بالشخص, كالظروف الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها. وفي معجم النفس والطب النفسي يوصف الاغتراب بأنه انهيار في العلاقات الاجتماعية الشخصية أو أنه الفجوة بين الفرد وذاته والانفصال بينه وبين الآخرين وما يتضمنه ذلك من غربة للفرد وانفصال عن مشاعره الخاصة التي تستبعد من الوعي. وكثير من الباحثين استخدم هذا المصطلح بمعنى: انعدام السلطة والانحلال, الانفصام عن الذات, الاستياء والتذمر, العداء والعزلة, إلا إن المصطلح له جذوره في الدين والفلسفة والثقافة وعلم الاجتماع, وهو ما سنأتي لاحقا للتلميح به.
أما بالنسبة للغربة وهي قرينة السفر أو الهجرة كخيار فردي له أسبابه المتشعبة, فقد أشار التراث العالمي ومنه العربي والإسلامي إلى فوائده العديدة, ففي أبيات شعر للإمام علي بن أبي طالب ( ع ) يقول فيه:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم, واكتساب معيشة وعلم, وآداب, وصحبة ماجد

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed