طباعة

في سيكولوجيا الغربة والاغتراب وتفكيك الأوطان

Posted in الثقافة

وهذا ما يفسر بعض من سلوكيات التطرف الديني في حرق الأرض تحت أقدام ساكنيها للفوز بالوطن الآخر على عجالة, أو القراءة المشوه لما يحصل من أحداث على الأرض أو التعجيل بحدوثها لأنها قدر محتوم على طريق  التعجيل السريع باستحضار علامات الظهور صوب نهاية الحياة الدنيا !!!!!!.

أما من الناحية الفلسفية فأن أول من صك مصطلح الاغتراب من الناحية المنهجية هو الفيلسوف الألماني هيغل, حيث رأى في الاغتراب هو أن الإنسان ينفي ذاته عن نفسه كفاعل فيتحول إلى موضوع, أي مفعول به, في رحلة هدفها البناء والتكامل الروحي. فعندما يتحول إلى موضوع يكون حينها غريبا عن محيطه, فيشعر الإنسان بالاغتراب عندما يشاهد نفسه عن بعد كأنه خارج عنها. ولا ينتهي هذا الشعور بالاغتراب إلا حينما يرى الإنسان نفسه وموضوعه متطابقان وذلك من خلال خلق هوية ثابتة تخصه هو وحده من خلال شيء آخر, كالعمل أو الوطن أو المال أو هواية معينة. فهي رحلة للبحث عن الذات والهوية. وقد اعتبر هيغل أن هناك وجهان للاغتراب: أ ـ الوجه السلبي الذي يؤدي للعزلة, ب ـ الوجه الايجابي والذي يؤدي للإبداع. وهكذا يتمحور لديه معنى الاغتراب حول شعور الفرد بأنه غريب عن ذاته, أو عن مجتمعه الذي يحيا فيه.

أما بالنسبة لكارل ماركس, فقد ربط الاغتراب بالعمل المأجور وموقع الإنسان بالنسبة له. فالإنسان ينتج عملا لكنه يصير عبدا له, بمعنى انه يشعر بالغربة عما هو ينتجه بنفسه. وتتفاقم هذه الغربة إذا علمنا أن في العمل إمكانيات حقيقية لتفتح طاقات الفرد وتطوره. وهكذا حول ماركس الاغتراب من ظاهرة فلسفية ميتافيزيقية. كما كان عند هيغل, إلى ظاهرة تاريخية لها أصولها التي تنسحب على المجتمع والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية. والاغتراب عند ماركس له وجهان أيضا: أ ـ  الوجه السلبي الذي يؤدي للعزلة, ب ـ الوجه الايجابي الذي يؤدي إلى الصراع الطبقي وبالتالي إلى الثورة والتغير.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed